الخميس 24 أبريل 2025 9:12:11
مع دقات الساعة التي تتقدم سريعًا نحو موعد تطبيق التوقيت الصيفي، تتعالى أصوات الجدل حول تأثيراته الصحية والنفسية، فبين مؤيد يرى فيه فرصة ذهبية للاستمتاع بأوقات أطول من النهار، ومعارض يحذر من تبعاته الوخيمة على الساعة البيولوجية للجسم.
التوقيت الصيفي هو نظام يتم فيه تقديم الساعة الرسمية بمقدار ساعة واحدة خلال أشهر الصيف، بهدف الاستفادة القصوى من ضوء النهار وتقليل استهلاك الطاقة، ومن المقرر أن يبدأ تطبيق التوقيت الصيفي في 25 أبريل الجاري.
اضطرابات النوم
أبرز تأثيرات التوقيت الصيفي تكمن في إحداث خلل في الساعة البيولوجية للإنسان، وهي نظام داخلي ينظم دورات النوم والاستيقاظ والعديد من العمليات التي تحدث داخل الجسم على مدار 24 ساعة.
في هذا السياق، يقول الدكتور محمد الطراونة، اخصائي أمراض النوم والمناعة، إن تقديم الوقت بمقدار ساعة واحدة يعني بشكل مباشر خسارة ساعة من النوم في الليل، هذا الأمر يفرض على الجسم التكيف مع جدول زمني جديد بشكل مفاجئ، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث "اضطراب".
هذا الاضطراب يؤثر على إفراز الهرمونات المنظمة للنوم والاستيقاظ، مثل الميلاتونين والكورتيزول، مما ينتج عنه صعوبة في النوم في الوقت المعتاد، والشعور بالإرهاق والنعاس أثناء النهار، وصعوبة التركيز وتقلب المزاج، لفترة حتى يتكيف الإنسان مع التوقيت الجديد.
عدم الانتظام في النوم يؤدي إلى انخفاض كفاءة عمل جهاز المناعة وبالتالي يكون الجسم عرضه للإصابة بالعديد من الأمراض، حسبما أكد د. الطراونة.
مخاطر صحية
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن العديد من الدراسات وجدت ارتباط بين تطبيق التوقيت الصيفي وزيادة المخاطر الصحية، خاصة في الأيام والأسابيع التي تلي التغيير.
وأظهرت بعض الأبحاث ارتفاعًا طفيفًا في حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية في الأيام التي تلي تطبيق التوقيت الصيفي، كما يؤدي اضطراب النوم المزمن الناتج عن التوقيت الصيفي إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بهذه الحالات، لافتا أن التغير المفاجئ في التعرض للضوء يمكن أن يؤثر على المزاج.
وقد يعاني البعض من مشكلات في الجهاز الهضمي، وضعف في جهاز المناعة، هذا ما أكده د. بدران وزيادة الإصابة بالصداع النصفي نتيجة لاضطراب الساعة البيولوجية.
ونقص المناعة أمر خطير في هذا التوقيت، لاسيما أنه وقت تغيير الفصول وانتشار العديد من الفيروسات الموسمية والأمراض، مما يعرض الإنسان للمخاطر الصحية، هذا ما أشار إليه د. مجدي.
وهناك بعض الفئات أكثر عرضة للتأثر سلبًا بتغيير التوقيت الصيفي، وتشمل الأطفال والمراهقون الذين يحتاجون إلى ساعات نوم كافية لنموهم وتطورهم، وأي نقص في النوم يمكن أن يؤثر على تركيزهم وأدائهم الدراسي، وكذلك كبار السن الذين غالبًا يعانون في الأساس من اضطرابات في النوم.
نصائح للتكيف مع التوقيت الصيفي:
وقدم د. بدران بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتكيف بشكل أفضل مع تغيير التوقيت الصيفي وتقليل آثاره السلبية والصحية منها:
- الاستعداد المبكر من خلال البدء في تعديل مواعيد النوم والاستيقاظ تدريجيًا قبل أيام قليلة من تطبيق التوقيت الصيفي، بمقدار 15-20 دقيقة كل يوم.
- التعرض للضوء الطبيعي في الصباح حيث يساعد ضوء الشمس على إعادة ضبط الساعة البيولوجية.
- الحفاظ على روتين نوم منتظم حتى في أيام العطلات، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الأوقات قدر الإمكان.
- تجنب تناول الكافيين وشرب القهوة قبل النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام ولكن تجنب ممارستها قبل النوم مباشرة.
- الحصول على قيلولة قصيرة إذا لزم الأمر مع تجنب القيلولة الطويلة في فترة ما بعد الظهر.